Page 61 - web
P. 61

‫عواقب وخيمة تؤدي لاختلال في منظومة الأمن الصحي يمتد أثرها إلى‬                                            ‫من المكونات الأساسية للأمن الصحي‬
                        ‫وجـود وفيـات وأزمـات اجتماعيـة واقتصاديـة‪.‬‬          ‫النظـام الصحـي الفعـال الـذي يتـولى مسـؤولية تقديـم الخدمـات التـي‬
                                                                            ‫تعمـل على وقايـة الفـرد والمجتمـع وتقديـم العالج المناسـب لهـم‪ ،‬وهـذا‬
‫الاستجابة السريعة واحتواء انتشار الأوبئة والأمراض منذ التسعينيات‪،‬‬           ‫يشـمل الرعايـة التـي تقدمهـا المستشـفيات وتخطيـط القـوى العاملـة‬
‫اكتسب خطر الأوبئة أهمية متزايدة بسبب ظهور وعودة ظهور الأمراض‬                ‫الصحيـة وتوفير المـوارد المناسـبة لتقديـم أفضـل الخدمـات الصحيـة‬
‫المعديـة في العالـم بشـكل متزايـد‪ .‬ومـع ترديـد «المـرض لا يعـرف حـدو ًدا»‬   ‫للمسـتفيدين منهـا‪ ،‬ولا شـك أن النظـم الصحيـة الضعيفـة لا تكلـف‬
‫ظهـر نظـام جديـد للأمـن الصحـي العالمـي‪ ،‬تـم تقنينـه في اللوائـح الصحيـة‬    ‫الأرواح فحسب ‪ ،‬بل تعد من أكبر المخاطر على الاقتصاد العالمي والأمن‬
‫الدوليـة لعـام ‪ 2005‬وهـو يقـوم على نمـوذج الاكتشـاف والاسـتجابة‬
‫السـريعة للأمـراض الفاشـية‪ ،‬وعلى قاعـدة العمـل الجماعـي‪ ،‬بالاعتمـاد‬                                                           ‫الصحـي والوطنـي‪.‬‬
                                                                            ‫الوقاية من الأوبئة والأمراض وأسبابها ويكون هذا بوضع إستراتيجيات‬
                             ‫على أمثلـة مـن وبـاء الآيبـولا ‪2015-2014‬‬       ‫متفـق عليهـا عالم ًيـا ترسـخ الأمـن الصحـي وتزيـد الوقايـة مـن الأمـراض‬
‫فظهور الأمراض المعدية الجديدة والمتكررة‪ ،‬بما في ذلك فيروس كورونا‬            ‫الوبائيـة وتعـزز مكافحتهـا بالشـراكة مـع خرباء مـن كافـة المجـالات‬
‫المسـتجد وفيروس الإنفلونـزا ‪ ، SARS‬يشـكل تهديـ ًدا كبي ًرا لسـكان‬           ‫التقنيـة والعلميـة والاجتماعيـة‪ ،‬والتـي بهـا يمكـن اسـتقرار الأمـن‬
‫العالـم‪ .‬لـذا أدى الانتشـار العالمـي السـريع لمسـببات الأمـراض الميكروبيـة‬  ‫الصحـي ومواجهـة الأخطـار الناتجـة عـن العـدوى شـديدة الخطـورة‪ .‬ومـن‬
‫إلى زيـادة الطلـب على سياسـات الأمـن الصحـي للتأهـب للاسـتجابة على‬          ‫الإسرتاتيجيات العالميـة الرائـدة في مجـال الوقايـة مـن الأوبئـة والأمـراض‬
‫أي وبـاء‪ ،‬وذلـك كلـه لا يقتصـر على تطـور تقنـي‪ ،‬بـل يحتـاج إلى فكـر‬         ‫إسرتاتيجية القضـاء على أوبئـة الحمـى الصفـراء‪ ،‬إسرتاتيجية القضـاء‬

                             ‫سـياسي ومجتمعـي واع واقتصـاد داعـم‪.‬‬                                  ‫على الكوليرا‪ ،‬الإسرتاتيجية العالميـة للإنفلونـزا‬
‫واليـوم في ظـل انتشـار الأمـراض و الأوبئـة التـي يشـهدها العالـم يربز دور‬   ‫الكشـف المبكـر والإبالغ السـريع عـن الأوبئـة والأمـراض المعديـة الـذي‬
‫وأهمية تضافر الجهود وتكاتفها على المستوى الإقليمي والعالمي لمواجهة‬          ‫يعتمـد على إثبـات وجـود وبـاء والتحقـق منـه ووضـع تعريـف لـه والعثـور‬
‫الأزمـات والمخاطـر التـي تواجـه اسـتقرار الأمـن الصحـي وحمايـة النفـس‬       ‫على الحـالات والمخالطين واختبـار الفرضيـات ووضـع تدابير المكافحـة‬
‫البشـرية وأهميـة الاسـتفادة مـن التقـدم الطبـي المتسـارع؛ ممـا يضـع‬         ‫والمراقبـة المسـتمرة باسـتخدام الوسـائط الرقميـة والأدوات الإلكترونيـة‬
‫الجميـع أمـام المسـؤولية في مواجهـة هـذا التحـدي أفـرا ًدا ومجتمعـات‪،‬‬       ‫للإبالغ عـن حـالات تفشي الأوبئـة وتكـون هـذه المراقبـة لجميـع الخطـوات‬
‫والقيام بواجبنا نحو الصحة التي تمثل المحافظة عليها أم ًنا وحماية لنا‬        ‫السـابقة التـي بإهمالهـا قـد يكـون هنـاك حـالات تفشي للأوبئـة كبيرة ذات‬

                                                   ‫ولأجيالنـا القادمـة‪.‬‬

‫‪61 440‬‬
   56   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66